تتضمن هذه المجموعة نصوص عامر بوعزة الشعرية الأولى التي ظهرت خلال مرحلة التسعينات في الصحافة التونسية والعربية وأبرز المجلات الأدبية المتخصصة، وهي بهذا المعنى العتبات الأولى…
أفضت هذه العتبات بصاحبها من عالم الذات إلى الأفق الرحب من خلال معايشة التحولات التي عصفت بالعالم في نهاية الألفية الماضية. ففي هذه النصوص تتحاور وقائع وأحداث وشخوص في سياق رؤية يتزاوج فيها العاطفي المشترك بالجمالي المتفرّد وهي في بعض وجوهها محاولة من الشاعر “لاعتقال لحظة هاربة” والقبض على خيط دخان الزمن.
كل نص من نصوص هذه المجموعة يستمدّ إيقاعه من ذاته ومن توهجه الشعري الذي تغذيه الرؤيا أساسا وهكذا تجاورت نصوص النثر مع قصائد التفعيلة وعلا صوت الموسيقى وانخفض وفق طبيعة الحالة واللحظة، فهذه النصوص كلها في الأصل لحظات وانفعالات وصور أوْمضت ثم اختفت تاركة أثرا ما تعقّبه الشاعر حتى أخذه إلى غابة الشعر وتركه بين سيقان أشجارها الباسقة واخضرار آفاقها وارتسام الأشعة الدافئة على أوراقها الكثيفة التي تكسو الأرض.
وعامر بوعزة الذي انتزعته الصحافة الإذاعية من هذه الغابة الساحرة لسنوات طويلة، يطمح بإصداره هذا العمل الأول في هذا التوقيت بالذات إلى أن يصحّح قليلا مسار القطار الذي ركبه منذ مغادرته أسوار كلية الآداب بمنوبة ذات صيف ثمانيني لا يُنسى، وهو يعمل حاليا على مشاريع أدبية أخرى منها مجموعة نصوص بعنوان “نظرية الموز”، ومجموعة شعرية جديدة بعنوان “الأنين المتصاعد من أحلام النيام” و لم يكن ممكنا أن يتجاهل هذه النصوص ويتجاوز فكرة نشرها وها هي الآن تحتلّ موقعها بين إصدارات “إنــانــا” التي ما فتئت تتقدّم بخطى ثابتة في عالم النشر.
عامر بوعزة يقدّم المجموعة في برنامج صباح الخير على القناة الوطنية الأولى: