الأنين المتصاعد من أحلام النيامعن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للشاعر والإعلامي التونسي  عامر بوعزة مجموعته الشعرية الجديدة « الأنينُ المُتصاعدُ مِنْ أَحْلامِ النِّيامْ ».

الأنين المتصاعد من أحلام النيام ، ثلاثة عشر نصًا في ثمان وثمانين صفحة، هي: رؤيـا / سَـفَـر / رحيـل / أسئلة / ضـوء / بحـر / صـورة / رصيـف /تلفزة أولاد أحمد / ذكريات نمّالة / كشك عبد السلام / تـونـس / مـوت.

في هذه المجموعة الجديدة تتجه تجربة عامر بوعزة الشعرية نحو التكثيف والاختزال والتنوع.
لقد أضحى التقارب بين الأسلوب الفوتوغرافي والتعبير الشعري أشدَّ وضوحا سيّما في النصوص القصيرة التي تقدم المشهد اليومي بشكل مختلف، وأضحت الأفكار السياسية والاجتماعية أكثر شفافية في نصوص يمكن إدراجها ضمن فن الكوميديا السوداء.
والتزاما بنفس النهج الذي بدت عليه نصوص المجموعة الأولى “غابة تتذكر أحزانها” ترتبط الكتابة لدى الشاعر بالواقع ارتباطا متينا، فالأزمنة والأمكنة والوجوه مألوفة لكنها تصير كائنات لغوية مفعمة بالدلالات في عالم شعري يشبه الحلم..

هكذا نعثر في النص على الشاعر الصغير أولاد أحمد والشهيد عبد السلام تريمش والفنان عبد العزيز فتح الله رموزا تعبر عن ضيق اللحظة والمكان تحت نير الاستبداد في مقابل الحرية التي قد لا تجد متنفسا لها الا بالموت..

نصوص هذه المجموعة كُُــتِبت في ظرف ثقافي واجتماعي ثقيل راكد، وليس عسيرا أن نلتمس فيها صورا للموت الجماعي عندما تستحيل الحياة بئرا عميقا والليل يفقد معناه..، الليل برنامج ثقافي كئيب في تلفاز يحول الحقائق على هواه..، هناك الأرواح المحبوسة قدام الشاشات البلورية لا تتذكر من غدها شيئا وقصيدة “نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد” مجرد أغنية وطنية تستهلك في العطل الرسمية..!، في هذه القتامة يتذكر الميت أنه لن يموت مرتين و تتطلع النملة المغامرة إلى قلق الريح في البيت الجبلي وهي عائدة من رحلة الخبز والخضوع..

الأنينُ المتصاعدُ من أحلامِ النّيامْ ، ثلاثة عشر نصا في ثمان وثمانين صفحة من القطع المتوسط، صادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة وتوزع في كافة الدول العربية عبر الانترنت في موقع نيل وفرات. كما يمكن الحصول على نسخة الكترونية مخصصة للهواتف الذكية وأجهزة الأيباد من خلال منصة قرطبة

من نصوص المجموعة:

ضــــــــــــــــــــوء

المساءُ خَرِيــــفٌ
ونحنُ عَلى غُصْنِ عُمْرٍ مَضَى
قطرتَانِ منَ الضَّوءِ عَالِقـــتانِ…

أُحـِـــــبُّــــكِ …
قالَ الــمُسافرُ
وامتَزجَتْ بِغُيوم المساءِ صَبابَـــتُهُ

 

كانَ عُمْـــرًا من الأُغنيَاتِ الجميلةِ
والصَّخب النرجسيّ
وكنّا نفكِّكُ أسْماءنا والمعانِي..

على ضفّةِ المستحيلِ أنا
أنتِ ليلٌ طويلْ
أحبّكِ
قالتْ أصابِعُه وهي تَمحُو صَداها
 

كَمنْ نسِــيتْهُ الحِكايةُ وسْطَ التّفاصيلِ كنتُ

وعُمْري الذي قد مضى

يترقرقُ في العَتَماتِ