نصوص إبداعية

أحمد اللُّغماني

جنازة أحمد اللغمانيجنازة أحمد اللغماني

جنازة أحمد اللغماني

ينبغِي أنْ تَموتَ قليلاً
لِيمشِيَ خلفَك
يومَ وَداعِكَ هذا الوطنْ
ينبغي،
لِيُمَدَّدَ جِسمُكَ في رايةٍ
ويقولَ النُّحاةُ كلامًا كثيرًا بِلا غَايَةٍ
أنْ تَسيلَ دِماءُ القَصائِدِ بيْنَ يديكْ
في هِجاءِ الزَّمنْ
كيْ تقولَ البلادُ “لقَدْ كانَ مِنَّا وَكَانَ لَنَا”
ينبغِي أنْ تكونَ القَتيلَ الذِي يَتَبسَّمُ
للقاتلينْ
من وراءِ بيَاضِ الكفنْ
غير أنّك والكلماتُ ترفرفُ حولَك
في شُرُفَاتِ الغِيابْ
كنتَ ذاكرةً للجراحِ القديمةِ
كنت َالفُصولَ التي نَسيتْها الفُصولُ
وكنتَ الحَنينَ
 وكُنتَ الشَّجنْ


حضر موت

ينتهي عنده الوقتُ

هذا الرصيفُ القديمْ

صورةٌ يتلألأُ في ضَوئِها

شجرُ الذكرياتِ وماءُ الحنينْ

إنّها الأبجديةُ في حضْر موتْ،

قطار يشقُّ المساءَ

غيومٌ على وجه بحّارة قادمينْ

حضْرَ موتُ القصيدةُ والشّــفتانْ

لغةٌ تتمرّدُ

للحلْمِ رائحةُ البحرِ

عيناهُ ظامئتانْ

نشيدٌ على شفتيه

يداه مكبلتانْ إلى ظلِّهِ

كان حلْما جميلا

وأمطارُ نوفمْبَرٍ

دمعُهُ

فوق خدِّ الزمانْ

تلك ذاكرتي


ســــــــفر

غريب و شاهدتي وطن لي
إذا عنّ لي أنّ موتي مجاز
وهذي المدينة عصفورة تتخبّط في الماء
للغرباء إذن كل هذا الضياع
وحشرجة الضوء عند الصباح
…………………
هنا حطّ طير على شفة
وهناك..
غرق البحر في ضمّة لا تبالي
هنا اضطربت في الزحام عيون الكلام
وباحت أصابعنا بحفيف الشجر
اشتكينا إلى شارع لا تراه الشوارع:
(أربكنا الليل
واحترقت شهوتانا على عتبات الضجر)
……………..
تلاشت خطانا
كما يتفتت ضوء النجوم البعيدة في قاع هذا الزمانْ
أنا شجر الليل والذكرياتْ
وأنت الندى
يقضم الصمت نصف كلامي
وذي حكمة السرو
يرخي على كتفيه هديل السنين

                           وينظر أبعد من سفر لا يراه


Copyright © 1996-2010 آراء حرة. All rights reserved.
View My Stats iDream theme by Templates Next | Powered by WordPress