لوحة للفنان الطيب العياط

لوحة للفنان الطيب العياط

صديقْ من بلد عربي شقيقْ، مروّح لبلادو في رحلة جوية تتطلب المرور عبر مطار تونس  قرطاج الدولي، فاتِتّو الطيّارة، واضطر يقضي أربعة وعشرين ساعة في بلادنا. روّح فرحان، منبهر بالأجواء اللي لقاها عندنا، وجاء يسأل: ياخي وين الأزمة اللي تحكيو عليها؟ وعلاه عندكم حكومة داخلة وحكومة خارجة وقتللّي الناس عايشين وشايخين وفرحانين.

بعض الأعوان في المطار فرح بيهم صاحبنا بورقة بوخمسين هذاك علاه التأشيرة حضرت في رمشة عين، وفرحو بيه جماعة التاكسي وصلوه م المطار للبحيرة بعشرين دينار، وكملت الفرحة الكبيرة في حانوت الحجام اللي  حجملو لحيتو بعشرة دينارات وصاحبنا يضحك وشايخ يتصكّك ويسأل ويني الأزمة اللي تحكيو عليها.

صديقنا عدى أربعة وعشرين ساعة في فندق من فنادق البحيرة، عمل شيشة في سيدي بوسعيد، وفي الثنية شاف العباد شادّة الصفّ على مهرجان قرطاج، والقهاوي والمطاعم في المرسى وحلق الواد تملا وتفرغ، صاحبنا عمل تبحبيحة في الشطر المليان متع الكاس، وخذا الانطباع اللي لابد أنو ياخذو أي واحد في مكانو، بش يجيونا السياح، تونس فرحانة وهذاك علاش صديقنا روح لبلادو فرحان.

أما لو كان زاد نهار آخر كان يفرح على قاعدة، وقت الي ينتبه اللي ماء الصوناد يهبط في الشكلاطة، والا يشوف التوانسة اللي بلادهم شريطها الساحلي يفوق الألف كيلوماتر يعملو سلفي مع التريلية والقاروص في المرشي، كان يحوّس على ساقيه في وسط البلاد ويشوف كماين الزبلة تنظف في الشوارع وتسيق في الكياسات يحسدنا ع العيشة للي عايشينها، أما كان كرا كرهبة ووقفو بوليس في طريق الحمامات تو يشكر الصّدفة، الصدفة وحدها اللي جابتو لبلد الفرح الدايم.