عندما يهان التونسيون في تونس!

لا أخفي سيدتي الوزيرة أن إطلالتك البهية في موكب التكنوقراط قد أثارت في البدء فضولي وإعجابي، فقد كنت واحدا من التونسيين الذين ملّوا من صورة الوزراء الخشبية، ومن هذا المنطلق سيدتي الوزيرة سأكون تكنوقراطيا في رسالتي هذه .

وزيرة السياحة في ححكومة المهدي جمعةوزيرة السياحة في ححكومة المهدي جمعةوزيرة السياحة في ححكومة المهدي جمعة

وزيرة السياحة في ححكومة المهدي جمعة

أراد أحد التونسيين المقيمين بالخارج إهداء شقيقه إقامة في أحد النزل السياحية الفاخرة في تونس، فاستخدم عبر الانترنت وكالةَ الأسفار الالكترونية التي تعوّد الحجز معها في كل أسفاره والتي يشعر بالرضى التام على ما تقدمه له من خدمات في كافة أنحاء العالم: تذاكر سفر وحجوزات فندقية وكراء سيارات الخ، ولم يخطر له قط أن الأمر سيكون مختلفا قليلا مع السياحة التونسية. اختار صديقنا نزلا سياحيا من فئة الخمس نجوم بأحد مدن الساحل يقترح سعرا مغريا للغرفة الواحدة، وسجل الحجز باسم شقيقه ثم دفع ثمن الإقامة في النزل كاملا بواسطة البطاقة البنكية، طبعا كان صاحبنا على معرفة تامة بشروط العقد التي لا تنص الا على الغرامات الواجب تسديدها في حال تغيير الموعد أو الإلغاء، ولمزيد التأكيد اتصل صاحبنا بالفندق قبل حلول الموعد للتأكد واطمأن إلى أن كل شيء على ما يرام.

 إلى هذا الحدّ يبدو الأمر طبيعيا لا يختلف في شيء عما يحدث في كل بقاع الدنيا، الا أن ما وقع فيما بعد لا يمكن أن يحدث الا في تونس، فقد طالبت إدارة النزل صديقنا وشقيقه ساعة الوصول بإضافة مبلغ خمسين دولارا إضافيا عن كل يوم من أيام الإقامة المحجوزة، وسببُ هذا المعلوم الإضافي يتمثل بكل بساطة في أن هذين السائحين لم يأتيا من الخارج!!.

نعم، يحدث هذا في تونس، يعامل التونسي معاملة استثنائية فوق كل القوانين والأعراف والمبادئ والمثل…

يعامل بطريقة الشخص غير المرغوب فيه…

سيدتي الوزيرة، كل بلاد العالم تعامل مواطنيها والسياح على حد سواء، وإذا كان لا بدّ من إيجاد فارق في المعاملة والخدمات فهو لصالح المواطن قبل الزائر، الا تونس هذا البلد الجميل لقد صرنا فيه غرباء…

لك أن تتصوري خاتمة الموقف فقد أذعن المواطن الصالح لسبب بسيط وهو أنه قد دفع المبلغ كاملا بشكل الكتروني ولو أصر على موقفه وتشبث بعدم إضافة أي مليم لاعتبر متراجعا وألغي الحجز مما سيكبده غرامة عند استرجاع المبلغ بعد أسابيع طويلة، لقد أذعن صديقنا لأن من عادة المواطن التونسي أن يذعن أيضا…

تأكدي سيدتي الوزيرة أن هذا لا يحدث الا في تونس، حدث من قبل ويحدث الآن وسيحدث غدا، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

أرجو أن يترجموا لك هذه الرسالة بشكل جيد فأنا لا أتقن الكتابة باللغة الأجنبية…

ملاحظة أخيرة، لقد تجنبت في هذه الرسالة ذكر تفاصيل المكان والزمان والأشخاص لأنها رسالة مفتوحة أما إذا كان يهمك معرفة هذه التفاصيل فهي موجودة وموثقة وتحت الطلب.