
حكومة الوحدة الوطنية

حكومة الوحدة الوطنية
المصطلحات الجديدة كثرت علينا، بعد ما عدينا أعمارنا الكل ما نعرفو م السياسة كان: دُعي إلى مهام أخرى.
م الترويكا للحكومة الرباعية، ومن حكومة التكنوقراط للحكومة السياسية، ومن حكومة المحاصصة الحزبية لحكومة الوحدة الوطنية. هذي هي العناوين الكبرى ومعاها شوية صرف من نوع العدالة الانتقالية والتوافق والحوار الوطني والدعوي والسياسي والهدنة الاجتماعية.
مصطلحات جديدة بدينا نتعلمو فيها من وقت اللي كنا سنة أولى ديمقراطية، شرينا الكرارس والأقلام وبدينا نتعلمو م البلاتوهات التلفزية دريس عند القصّاص ودريّس عند المهدي بن غربية، وحدة وحدة بدينا نحلو في عينينا على علم جديد كنا محرومين منو، والعلم هذا في الحقيقة موش صعيب أما لازمو شوية تخديم مخ. ها المصطلحات تتعود بيها وتحفظها وتعرف كيفاش تستعملها وتدخلها في حديثك بمناسبة ومن غير مناسبة، وهكا تولي خبير في التنمية المحلية ومكافحة الإرهاب، حاجة تشبه لهاك اللي يداوي السحر والعذر والشقيقة و يجيب القبول ويطرد التابعة ويفك المربوط.
قال لك حكومة الوحدة الوطنية موش حكومة محاصصة حزبية لكنها حكومة سياسية موش حكومة تكنوقراط. ما نحبوش المحاصصة الحزبية اما يلزم نحترمو نتائج الانتخابات، حزب النداء قال رئيس الحكومة حر في اختيار وزراؤ ويعمل هكة يهبط عليه بخمسة وخمسين دوسيه
النهضة قالت احنا نحترمو نتائج الانتخابات اللي هي بالطبيعة ماعادش موجودة في الواقع، ولذا كان خذيتو عشرة بقايع اعطيونا تسعة وكان خذيتو خمسة اعطيونا أربعة. يعني هي والنداء كيف حسن وحسين متع مسرحية الماريشال عمار. والتلفزة كل ليلة تبدا بنفس التصويرة ثلاثة والا أربعة مكستمين يهرولوا داخلين لدار الضيافة ومن بعد تشوفهم خارجين وفي وسطهم رئيس الحكومة الجديد يلقي كلمة تقريبا هي نفسها تتعاود كل يوم.
شهر من زمان وتطلع الحكومة الجديدة، الحاج موسى يشد بلاصة موسى الحاج وموسى الحاج يدعى إلى مهام أخرى.

يبيعوا القرد ويضحكوا على شاريه
في الزيارة اللي قام بيها يوسف الشاهد بصيفتو وزير الشؤون المحلية لولاية منوبة، استقبلوه بطريقة تذكرنا في الاستقبالات اللي كانت توقع قبل. صفّ مسؤولين يسلمو عليه و العلوش ممدود في الكياس والجزار يتلفت للوزير ويقلو، القبلة من هنا ماو؟، ومن بعد يهبط على العلوش بالسكينة ويسيّل الدم، صحيح ما نكذبوش ماكانش ثمة لا بخور لا زغاريط، وهذي يظهرلي نساوها الجماعة على خاطر كل شيء كان موجود، باكوات النوار والصغيرات المتزينين الله أعلم من وقتاش واقفين تحت الحيط يستناو. وقبل ما يدخل الوزير وقفوا قدامو وصوتهم لايث م السخانة والتعب، ماهم فاهمين شيء طلعو بغناية تحكي ع الحرب اللبنانية الأهلية متع هاك العام ومن جملة ما تقول، يا عالم ارضي محروقة ارضي حرية مسروقة اعطونا الطفولة اعطونا الطفولة اعطونا الســـــــلام.
خلينا نوضحو بعض حاجات، الحادثة هذي وقعت في ماي وأكيد الشخص اللي نظم ها الاستقبال الكاريكاتوري الحاسة السادسة، حاسّة الطمع، كانت اتدغدغ فيه وتقل لو اللي يوسف الشاهد عندو مستقبل كبير في البلاد. لكن المثل يقول إذا المهبول ياكل ويبة العاقل ما يعطيهالوش، ولذا الوزير كان ينجم يرفض ها المظاهر، يرفضها لأنها صورة من صور التزلف فيها برشة نفاق ووصولية وتخلف، صورة تضرّوا هو أولا، الناس مازالت تتذكر لتوة عماد الطرابلسي داخل لبلدية حلق الواد بعد ما ولى رئيسها وكيفاش حطولو ثلاثة كعبات قاروس فحّج فوقهم والبخور عامل عجعاجي، المظاهر هذي بالذات كرهوها التوانسة لأنها كرهتهم في السياسة، وكرهتهم في رواحهم، وكانوا يعتقدوا أنها ماعادش تتعاود لكن خاب الأمل.
نحكي على جزء م التوانسة الباقين اسأل على صاحبك استغناش أما الطبيعة هي هي هوما يبيعو القرد ويضحكو على شاريه.

بعدما زار المناضلة مية الجريبي بمناسبة عيد المرأة ، الرئيس حب يعمل طلة على بعض الأماكن العامة ويصافح الناس ويطبطبلهم على خدودهم كيف عادتو في المناسبات اللي يخرج فيها للشّارع. تعدى بجنب قهوة محتلة التروتروار وصافح الشباب وترشف معاهم الكابوسان والاكسبريس، وحكى بتلقائية مع الناس اللي عرضوه، من جملتهم زوز شبان قدمولو رواحهم اللي هوما من أصحاب الشهائد العليا وبطّالة وشكاولو من المناظرات اللي ما فيهاش نزاهة، والسيّد الرئيس يِنْعمِلْهم ويضحك وكأنهم يدغدغو فيه والا يفرّكولو في الرّمان.
المشهد هذا في حد ذاتو برشة ناس يقولو اللي هو مكسب، تقول عايشين في بر السويد، وين كنا وين صبحنا؟ اليوم يعرضك الرئيس في الشارع ويترشف معاك القهوة وكان شكيتلو يبكيلك، واليوم الرئيس يبعث لك دعوة لحضور احتفالات القصر بعيد المرأة و ترفضها، بينما قبل كان اللي تجيه دعوة من عند سيادتو يحنّي ساقيه وايديه. صحيح اللي احنا خير من برشة بلدان عربية، لكن المسافة بينا وبين السويد بعيدة بعد السماء ع الأرض، الدول هاذيك اللي الوزراء متاعها يركبو البسكلاتات فيها درجة عالية من الاحترام المتبادل بين الناس، واحترام كل الناس للقانون، بينما في بلادنا ماعاد حد يحترم القانون، وجزء من ها المرض راجع لقلة احترام الدولة ورموزها. غادي ثمة بعض المحلات التجارية استغنات تماما ع البيّاعة، البضاعة موجودة وعليها أسوامها ما يسرقها حد والشاري يجي يأخذ حاجتو ويحط الفلوس في الكاسة وياخذ وحدو الباقي، بينما مجتمعنا ماشي ويغرق في الفوضى والانحراف، والسيد الرئيس يلزمو بعد ما يخرج من هاك الحضبة يتفقد سطوشو والا تاليفونو.
كلمة وقص التفذليك وتطبطيب الحناك وحكايات الكوع والبوع كعك ما يطير جوع

أندرياس يانكي

لوحة للفنان الطيب العياط

الدكتور محمد الطاهر المنصوري

فضيحة اللوالب الفاسدة
قضايا الفساد اللي هزت قطاع الصحة في المدة الأخيرة خلقت أزمة ثقة بين الناس وملائكة الرحمة، الدق وصل للدربالة والحكاية ما عاد بيها وين، صحيح هو التونسي يؤمن بالقضاء والقدر، لكن النصب والاحتيال سقوط أخلاقي من صنع البشر، وفي غياب معلومات دقيقة على الأسباب والمسبّبات اللي خلات الأبواب مفتوحة أمام المفسدين ووصلتهم بكل سهولة لغرفة العمليات. قدّامنا أزمة ثقة قد تخلي الواحد خطوتين لتالي وخطوة لقدّام لما يمشي يداوي.
بش نداويو الحالة هذي يلزم بصفة عاجلة ثلاثة دوايات: أولا الوضوح والشّفافية، إلى حدّ الآن مازال ما ثماش رواية رسمية تحكي حكاية اللوالب منتهية الصلوحية من ألفها إلى يائها بالتفاصيل وبتحديد دقيق للمسؤوليات، ثانيا العدالة والإنصاف، الحديث على معاقبة الأطباء بوه على خوه يعطي انطباع اللي الطبيب كبش فداء بينما المسؤولية الجنائية تختلف من الإهمال وقلة الانتباه اللي يفترض فيهم حسن النية إلى التواطؤ مع المفسدين، أكيد البضاعة الفاسدة ما وصلت الا بتواطؤ برشة ناس ياكلو ويوكلو وأكيد أنو ثمة رؤوس كبيرة وراء ها الفساد الكبير، نوصلو إذن للدواء الثالث، مرّ ما ينطاقش لكن لازم منو ثلاثة حرابش قبل الماكلة : وحدة للجرأة ووحدة للرجولية والثالثة للوطنية، جرائم الفساد من ها النوع ما تختلفش على الجرائم الإرهابية فيها سابقية الإضمار والترصد، وتكشف قداش الروح ولاّت رخيصة ولذا ما تنفعش معاها سياسة بوس خوك وروح، اللي ولات موضة في البلاد. ثلاثة دوايات نتصور أنهم موجودين في السوق التونسية انشاء الله فقط ما يكونوش فقدو الصلوحية في ثلاجات الصيدلية المركزية.