عبد العزيز الجلاصي

بقلم عبد العزيز الجلاصي

صباح الخير، أولا.
هل نمت جيّدا ليلة أمس؟
كيف كانت السماء عندكم؟
هل أمطرت؟
هنا، الأمطار التي انتظرناها طويلا معا، أطلّت طوفانا، وذهبت على عجل؟
لكن، دعنا من هذا كلّه الآن، وأخبرني:
لماذا استعجلت الرحيل؟
ما زال أمامنا متسع من الوقت كي ننهي حديثا بدأناه قبل أن نخلد إلى قيلولتنا الكسلى، فلا تخذلني إذا.
وعدتني أن تبدأ في كتابة روايتك، وتسلمني مسودّات فصولها فصلا فصلا.
وعدتني أن تعود إلى نصّك الأخير(سأصحو يوما) لتعدّل خللا إيقاعيا شعرتَ به أنت، ولم أنتبه إليه.
وعدتني أن نطيل السهر لنستمع معا إلى (بثينة قويعة) تقرأ لنا “درويش” في “إشراقاتها” على أمواج الإذاعة الوطنية.
كنت ستعزف لها درسك الأول على العود الذي نفضت عنه الغبار منذ أسبوع وجدّدت أوتاره.
منذ أسبوع، أشرقتَ بصوتك وأنت تقرأ لشاعر “الثلاثين عصفورة”؛ صديقنا (عامر بوعزّة) الواقف مذهولا على شفا الهاوية يرقب رحيلا لم يتوقّع حدوثه، بعد أن كنّا في الليلة السابقة نرتّب معه موعدا للقاء شتويّ.
مازال أمامنا متسع من الوقت، لننعم بتقاعدنا، ولنطلق العنان لخرفنا وتصابينا، في بيت نبنيه معا يتسع لمناقراتنا ولعبث أحفادنا…

(مواصلة القراءة…)