Tag: محمد البوعزيزي

عن أي جميل يتحدّث بن علي؟

زين العابدين بن علي

زين العابدين بن علي

فجأة اجتاحت مواقعَ التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية في تونس عبارةٌ نُسبت إلى الرئيس الأسبق «زين العابدين بن علي» قيل إنه وضعها على حسابه في «الواتساب» ويقول فيها: «أيها الوطن الناكر للجميل لن أمنحك عظامي». هذه العبارة التي لا يمكن أن يتثبت من صحتها إلا من يمتلك رقم الرئيس المعزول الشخصي على هاتفه الجوال نُشرت مع خبر مقتضب عن تدهور حالته الصحية بشكل جدّي هذه المرة بعد الشائعات الكثيرة التي ظلّت تظهر بين الفينة والأخرى منذ رحيله المفاجئ عشية الرابع عشر من يناير العام 2011 إلى السعودية.

(مواصلة القراءة…)


ملائكة الرحمة ضاعوا في الزحمة

فضيحة اللوالب الفاسدة

فضيحة اللوالب الفاسدة

قضايا الفساد اللي هزت قطاع الصحة في المدة الأخيرة خلقت أزمة ثقة بين الناس وملائكة الرحمة، الدق وصل للدربالة والحكاية ما عاد بيها وين، صحيح هو التونسي يؤمن بالقضاء والقدر، لكن النصب والاحتيال سقوط أخلاقي من صنع البشر، وفي غياب معلومات دقيقة على الأسباب والمسبّبات اللي خلات الأبواب مفتوحة أمام المفسدين ووصلتهم بكل سهولة لغرفة العمليات. قدّامنا أزمة ثقة قد تخلي الواحد خطوتين لتالي وخطوة لقدّام لما يمشي يداوي.

بش نداويو الحالة هذي يلزم بصفة عاجلة ثلاثة دوايات: أولا الوضوح والشّفافية، إلى حدّ الآن مازال ما ثماش رواية رسمية تحكي حكاية اللوالب منتهية الصلوحية من ألفها إلى يائها بالتفاصيل وبتحديد دقيق للمسؤوليات، ثانيا العدالة والإنصاف، الحديث على معاقبة الأطباء بوه على خوه يعطي انطباع اللي الطبيب كبش فداء بينما المسؤولية الجنائية تختلف من الإهمال وقلة الانتباه اللي يفترض فيهم حسن النية إلى التواطؤ مع المفسدين، أكيد البضاعة الفاسدة ما وصلت الا بتواطؤ برشة ناس ياكلو ويوكلو وأكيد أنو ثمة رؤوس كبيرة وراء ها الفساد الكبير، نوصلو إذن للدواء الثالث، مرّ ما ينطاقش لكن لازم منو ثلاثة حرابش قبل الماكلة : وحدة للجرأة ووحدة للرجولية والثالثة للوطنية، جرائم الفساد من ها النوع ما تختلفش على الجرائم الإرهابية فيها سابقية الإضمار والترصد، وتكشف قداش الروح ولاّت رخيصة ولذا ما تنفعش معاها سياسة بوس خوك وروح، اللي ولات موضة في البلاد. ثلاثة دوايات نتصور أنهم موجودين في السوق التونسية انشاء الله فقط ما يكونوش فقدو الصلوحية في ثلاجات الصيدلية المركزية.


رماد البوعزيزي

ـ1 ـ

أثر الفعل تجاوز الفعل ذاته، على نحو فاجأ المخيلة، ولم يتوقعه الظن. بلدة فقيرة منومة أيقظت المدن من سباتها. جناح فراشة تونسية ولـد إعصارا عربيا. وها هي العاصفة، الآن، تسكن في كل بيت في هذه البقعة

أدونيس

أدونيس

العربية من العالم.

أما كيف حدث ما حدث، أو لكي نحور إيجابيا المثل العربي الشعبي: كيف صارت الحبة التونسية قبة عربية؟ فأمر يجب أن يعالجه، تفهما واعتبارا، إضاءة واستنارة، ذوو الخبرة والاختصاص.

في كل حال، يُشير هذا الذي حدث إلى الطاقة العملية التي يختزن الإنسان والتي تتفجر على نحو يحير ويدهش، خصوصا أنه لم تقم به طبقة بعينها، أو نخبة محددة. ولم يصدر عن نظريـة في تحريك الجماعات. ولم ينزل من فوق، أو من مسبقات فوقية. صعد من أسفل. من التجارب الحية. من آلام البشر وعذاباتهم. إنه انبثاق من الحياة ذاتها.

إذا أضفنا حضور المرأة إلى جانب الرجل في كل ما حدث، والطابع اللاعـُنفي، بعامة، ونـُشدان الحرية والكرامة والعدالة وحكم القانون، قبل الهتاف المألوف ضد الاستعمار، أو البطالة، أو الفقر، فإنني، شخصيا، لا أتردد في وصف ما حدث بأنه ظاهرة عربية فريدة حقـا.

ـ 2 ـ

حتى الآن، زُلزلت السلطات العربية. سقط بعضها. وبعضها الآخر يتأرجح. فلتذهب كلها إلى مصيرها الصغير البائس. لم تفعل شيئا يمكن الاعتزاز به، حضاريا، أو البناء عليه. لم تفعل، بعامة، إلا بوصفها شركات استثمار في بلدان تُهيمن عليها كانها مجرد أسواق.

تجارب دامية متنوعة طول خمسة عشر قرنا كانت، منطقيا، كافية لكي تزول ثقافة الخلافة والاستخلاف. لكنها على العكس» ظلت بقيمها وعناصرها وأدواتها مستمرة وفعالة. وهذا ما تؤكده مرحلتنا التاريخية الراهنة، مجسمة في السلطات العربية الوطنيـة، منذ نشوئها، بعد الاستقلال، في أواسط القرن الماضي المنصرم. (مواصلة القراءة…)


إعــــدام ميت

 

محمد البوعزيزي

محمد البوعزيزي

حمدت الله كثيرا عندما قرأت نص أدونيس “رماد البوعزيزي” ، لقد هبط هذا النص في وقت حرج أخذ فيه جمع غفير من الأوصياء على التاريخ والرّمز والمجاز يسحبون محمد من أسماله البالية ليخرجوه بالقوة من بيت الأسطورة الذي شيدته له ضمائر الناس في الوطن العربي، وقد كان سببا -مجرد سبب لا غير- في أن تتهاوى أصنام السياسة العربية الواحد تلو الآخر فتتكسّر تحت وطأة أمواج الغضب الشعبي.

جاء أدونيس في الوقت المناسب ومدّ يده ليدفع البوعزيزي دفعةً قوية إلى الداخل ويغلق باب البيت آخذا المفتاح معه، إنها نقطة ينبغي أن يعود الجميع بعدها إلى السطر ويبحثوا عن جثة أخرى يبدؤون معها سطرا آخر في لعبة الكـرّ والفرّ العجيبة هذه، فالاندفاع الأهوج في مقاومة صورة البوعزيزي وصدّها تحت مسميات العدالة والحق والفضيلة والديمقراطية تبدو للناظر عن بعد كالوقوف أمام قاطرة  تشق عباب الفراغ. إن إحساس بعض الأشخاص بامتلاك الحقيقة لا يعدو أن يكون تورما واضحا في ذواتهم وخللا في تصورهم للوجود، فهم لا يتورعون مثلا إذ يفتحون  ثلاجة الموتى ليقتلعوا  ضرسا ذهبيا يرون أنهم أحق به من الديدان، أو يقصون إصبع جثة متفحمة ليفوزوا بخاتم يعرفون أنْ لا أحد سيتذكره في المأتم. هؤلاء هم الجزء المخفي من جبل الثلج، هذا الجزء ما كان ليظهر لو لم يذوّب حريقُ البوعزيزي الجزء الظاهر منه والذي كان ستارا كثيفا يمنع الناس من رؤية الأشياء كما ينبغي أن تُرى.

لقد كانت الثورة الشعبية زلزالا عنيفا أطاح بعرش الفساد وظلت ارتداداته المتتابعة تسحب الأرض من تحت الأنبياء الجدد والكهنة والسحرة وحملة المباخر والمشعوذين، وها إن رماد البوعزيزي يعيد إلى الحقيقة شيئا من نسبيتها بعد أن مرّغ أنفَها البعضُ في وحل المزايدات الانتهازية والدونكيشوتيات الخالية من كل معنى إيجابي، فلم يكن ضروريا الربط بين الدفاع عن سجينة لم يهتم أحد بالإصغاء إليها في غمرة الثورة وما تلاها وإخراج البوعزيزي من ذاكرة الرمز وتجلياته الممكنة والتراجع عن منحه شرف الحرف الأول في فقرة التغيير الدراماتيكي الذي حدث. (مواصلة القراءة…)


Copyright © 1996-2010 آراء حرة. All rights reserved.
View My Stats iDream theme by Templates Next | Powered by WordPress