خالد بوعزة

خالد بوعزة

بداية، أوّد أن أتوجه إليك بسؤال يحمل، حسب رأيي، أهمية جوهرية

سيدي الكريم، لقد اخترت كإسم لحركتك السياسية صفة الإصلاحيّة، و كأنك بهذا الإختيار تختزل حركة الإصلاح التي تستوجبها الحالة التونسية في تيارك السياسي دون غيره، فهل تفضيلي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية على حركتك الإصلاحية ينفي عني النَفَـسَ و الفكر الإصلاحي؟؟ أم أنّ اختياري لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية مثل ألاف التونسيات و التونسيين يعني أن منهجك “الإصلاحي” يحتاج إلى ضرورة التعديل و الإصلاح؟؟.

أعود الأن إلى مقالك لألفت انتباهك لبعض الحقائق، أراك ربّما غافلا أو متغافلا عنها بعض الشيئ، لأنك مزجت قليلا من الصواب مع كثير من الخطأ فجاء المقال في شكل خطأ كبير، ان افترضنا حسن النيّة، أما إذا افترضنا عكسها فيأتي المقال في شكل تغييّر للحقائق و تغطية لها، ربّما لغاية في نفس “صحابو”.

أول الحقائق المغلوطة جاءت في الأسطر الرابع و الخامس و السادس من مقالك، و التي شكلت مجتمعة الفقرة التي اخترت أن تلغي فيها جزءا من الشعب التونسي كان قد فوّض يوم 23 أكتوبر نوّابا عنه، وضع ثقته فيهم في عرس انتخابي مشهود، ليختاروا بدلا عنه القيادات الأجدر و يسنوا القرارات و التشريعات التي يرونها نافعة للبلاد و العباد، هؤلاء النواب المنتخبون بصفة مباشرة من الشعب قد يختاروا في الأيام القادمة أن يرشحوا الدكتور منصف المرزوقي لوظيفة رئيس الجمهورية و بالتالي يصبح الدكتور حاصلا على ثقة أغلبيّة الناخبين لأنه حاز على ثقة النواب المفوضين عنهم لإختيار قيادات البلاد في هذه المرحلة  التأسيسية الهامة من تاريخ تونس، و يبدو لي، أنّ هذه الحقيقة مؤلمة جدّا بالنسبة لك لهذا أراك تتغافل عنها بقولك الموجه للرئيس المرتقب، في السطر الرابع من المقال (  لا تنس أولا أنك لم تنتخب مباشرة من الشعب لوظيفة رئيس الجمهورية) في محاولة يائسة لإلغاء شرعية الرئيس القادم بزعم أنه غير منتخب من الشعب لهذه الوظيفة رغم أنه قد ينتخب من طرف نوّاب شرعيين مفوضين بصفة مباشرة من الشعب، و بالتالي، فإن قولك اما يلغي الجزء الذي انتخب هؤلاء النواب و لا يعتبره من الشعب، و اما يبطّن أن هؤلاء النواب خانوا ثقة ناخبيهم و تجاوزوا التفويض الموكل إليهم بإمكانية إنتخابهم منصف المرزوقي رئيسا و هذا غير صحيح و إن كان صحيحا لإحتج الناخبون عندما خرجت هذه التسريبات كما فعلوا في الأيام التي سرّب فيها إسم الباجي قائد السبسي كمرشح للرئاسة.

أما السطرين الخامس و السادس و فيهما قولك ( فاعتلاؤك هذا المنصب الأول في البلاد جاء بمحض ارادة حزب سياسي – النهضة- و ليس

عمر صحابو

عمر صحابو

بمحض ارادة التونسيات و التونسيين)، هذان السطران يؤكدان خطأ ما تورده من ” حقائق” لا تراها إلاّ أنت أو من يشابهك في التفكير، و يثيران الشكوك في عقليتّك الإصلاحية التي تدعيها لما فيهما من تطرّف واضح و نزعة استئصالية جليّة، فيا سيدي الكريم، حزب حركة النهضة حزب سياسي تونسي، منخرطوه كما قياداته تونسيات و تونسيون عانوا الويلات و القهر و الإقصاء و التهجير و المطاردة في العهد السابق، و هذا الحزب يعكس ارادة قسم كبير من التونسيات و التونسيين و لهذا انتخبوه، و من الطبيعي أنّ من يحصل على ارادة هذا الحزب لترشيحه للرئاسة يكون حاصلا بصفة تلقائية على ارادة منخرطيه ، و قولك الذي فيه ما فيه من نفي لتونسية هذا الحزب و منخرطيه غارق في التطرّف لدرجة تجعلني أتساءل: هل أنت فعلا اصلاحي كما تدعي، أم أنك متطرف علماني استئصالي لمن يخالفك ايديولوجيا؟ و هل أن حركة النهضة حزب فرنسي لا يمثّل جزءا من مكونات المشهد السياسي التونسي، أم أن هذا الحزب و منتسبيه ليسوا تونسيين أصلا لهذا استعملت عبارة – ليس بمحض التونسيات و التونسيين ؟ و هل قمت بإستفتاء شعبي أفضت نتائجه إلى أن العشرة ملايين تونسي لا يريدون المرزوقي رئيسا لهذا وصلت الى النتيجة التي أوردتها في عبارتك أن سيكون رئيسا دون ارادة التونسيات و التونسيين؟؟ ربّمـا (مواصلة القراءة…)