Tag: الثورة الشعبية

دورْ يا كلامْ على كيفَكْ دُورْ…

الأمين العام لحزب حركة النهضة

حمادي الجبالي

بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات أضحت مراقبة الوضع تحتكم بالدرجة الأولى إلى الملفوظ السياسي لأنه لم يعد مجرّد نوايا تصدر عن طرف معارض وإنما صارا أفكارا قابلة للتشكل كليا أو جزئيا في برامج سياسية، وفي هذا السياق تجتاز عربة الانتقال الديمقراطي طريقا محفوفة بالمآزق اللغوية بما يجعل إجادة فعلي القراءة والتأويل بشروط الموضوعية الفكرية والشجاعة الأخلاقية تمرينا صعبا على الانتقال السريع من وضع التلقي السّـلبي لأطنان من الملفوظات الخشبية إلى الاستجابة بكفاءة لتحديات لغوية دقيقة ومؤثرة.

جلّ قضايا “الكلام السياسي” نابعة من ملفوظ ممثلي حزب حركة النهضة لأنهم يستعدون لتولي بعض مقاليد السلطة بينما لم يعد لمواقف الأطراف الأخرى أهمية تُُـذكر لدى قطاع عريض من الرأي العام، لقد انتهت الحملة الانتخابية التي قامت في جزء كبير منها على التواصل اللغوي وعلى الوعود المُنْصبَّةِ بشكل مباشر في اتجاه الناخب، وأصبح كلام الأحزاب الفائزة بأوفر المقاعد يخضع آليا لقراءة بقية مكونات الطيف السياسي والمجتمع المدني والرأي العام وتأويلها مختلَفَ أبعادِه ودلالاتِه، وهو ما يفسّر الزوابع الإعلامية التي أثارها كلام سعاد عبد الرحيم إلى إذاعة مونتي كارلو حول الأمهات العازبات بإرادتهنّ، أو استعمال حمادي الجبالي عبارة الخلافة الراشدة السادسة، أو كلام راشد الغنوشي في التلفزيون حول موقفه من النظام السوري الحالي وحقِّ حزب التحرير في أن يعترف به القانون. (مواصلة القراءة…)


نـــصف الكأس الملآن

الدكتور عياض بن عاشور

الدكتور عياض بن عاشور

استطاع الدكتور عياض بن عاشور خلال جلسات مضيقة وسرية جمعته بالأحزاب الممثلة في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة تحقيق تقدم ملموس في وقت وجيز لفائدة عملية الانتقال الديمقراطي تتعلق بمجمل الترتيبات الخاصة بمرحلة ما بعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي و تجيب عن تساؤلات الشارع التونسي حول تنظيم السلط العمومية وتنزع مخاوفه  في هذا الشأن بوصفها ثمرة وفاق سياسي بين مختلف العائلات المتحكمة في المشهد.

قبل الاطلاع على فحوى هذا الخبر وتفاصيله الدقيقة حريّ بالمتابع أن يستخلص منه بعض الأمور، أولها إن الأوركسترا السياسية التي أدارها الدكتور عياض بن عاشور – رجل القانون قبل أن يكون رجل السياسة- أنجزت خلال هذه المرحلة الانتقالية الصعبة المهم والأهم لفائدة الانتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي وهما هدفان من أهداف ثورة لم تكن في لحظاتها الأولى تحمل أجندا محددة بقدر ما كانت تمردا على واقع سياسي منعدم الأفق. يشمل المهمّ كل ما تمخضت عنه جلسات الهيئة من قرارات وما انبثق عنها من هيئات و يمثل توافق “الفرقاء” على تصوّر أساسيات إدارة البلاد خلال المرحلة القادمة -إذا ما ثبت- الإنجاز الأهمّ.

إن التوصل إلى صياغة توافقية حول كيفية الحكم وطريقة تصرف المجلس الذي سينبثق عن أول انتخابات حرة وتعددية في صلاحياته وسلطاته الأصلية العليا والمطلقة لهو دليل إضافي على شدة وعي النخبة السياسية بخصوصيات الحالة التونسية والتزامها بإنجاح الثورة الشعبية بعد أن صارت محلّ تجاذبات وصراعات ألقت بظلال الشكّ على كل شيء في ظرف دقيق كهذا..، فهذا التوافق يأتي في وقت احتدم فيه الجدل حول فكرة الاستفتاء على صلاحيات المجلس ومدّة عمله بتعلة التحوّط من استحواذ هذه الهيئة الشرعية على السلطة  !!ولم يكن يخفى حجم الإرباك الذي أدخله هذا المقترح على الحياة العامة مع اقتراب الموعد الحاسم الذي سينهي الحالة المؤقتة القائمة على شرعية التوافق لتدخل البلاد إثر ذلك مرحلة تأسيسية لا تشبه في شيء أي مرحلة سابقة من مراحل تاريخها الطويل. لم يكن خافيا كذلك أن الدعوة إلى مصادرة سلطات المجلس بآلية ديمقراطية هي الاستفتاء الشعبي استندت أساسا إلى توقعات وسيناريوهات تدخل الاضطراب وتضاعف الهواجس في نفوس الناخبين… (مواصلة القراءة…)


جـــلادون أم ضحايا ؟!

يبدو أن كشف لجنة التقصي في قضايا الرشوة والفساد في هذا التوقيت بالذات على قائمة بأسماء محامين عثرت عليها داخل قصر قرطاج أمر لا يخدم المسار الثوري كثيرا بل قد يقوضه تماما على رؤوس أصحابه بطريقة “عليّ وعلى أعدائي يا ربّ” وذلك لتظافر عوامل تعزز نظرية المؤامرة وتقوّي جانبها فتنتصر الريبة على الطمأنينة و يستفحل الشكّ، سيما وأن العملية بِرُمَّتها دخلت حلقة التشويق الهيتشكوكي الذي لم يخل من بعض الابتزاز.

أول هذه العوامل الخلاف المبدئي الذي اندلع منذ الأيام الأولى بين اللجنة وهياكل القضاء وهو خلاف لئن اكتسى طابعا قانونيا في الظاهر حول شرعية ما تقوم به ومدى استجابته لاستحقاقات الثورة وانتظارات الناس فإنه لم يَخْفَ ما في طياته من تجاذبات تهمّ أشخاصا من سلك العدالة يتحركون في الاتجاهين: داخل اللجنة وخارجها، وفي حين بدا للجميع أن هذه اللجنة احتكرت مفاتيح القصر الرئاسي لخاصة نفسها تفتح بها كلّما فـتُر الحديث عن مزاياها ملفا من الملفات المشوقة والمسلية ذات الارتدادات التسونامية العنيفة، يُلاحظ المتتبع بسهولة عقم هذه الاستعراضات وعدم اتصالها مباشرة بإنجازات قضائية تشفي الغليل، فمحاكمة الرئيس السابق وهو موجود في الأراضي السعودية يتمتع بوضع اللاجئ لم تعد تعني شيئا للتونسيين، أما الحاشية التي تقيم في ثكنة العوينة فلم توجه إليها حتى الساعة تُــهمٌ تتلاءم وما يتصوره الشعب الكريم من فساد واستغلال نفوذ أوحت اللجنة منذ مباشرتها أعمالها في الأيام الأولى بعد الثورة أنه من الحجم الثقيل والمخزي. (مواصلة القراءة…)


المعبوكة

محمد صخر الماطري

محمد صخر الماطري

محمد صخر الماطري يسأل من “منــفاه” والعهدة على من روى: اشنية هاالمعبوكة ؟

ومعنى ذلك أن ثورة 14 جانفي التي وقف لها العالم إجلالا واحتراما لأنها أيقظت في الشباب العربي جذوة النخوة والمهابة والعزة فعصفت بكل أسباب الخنوع والاستكانة هي لدى هذا الثري المدلل المغرم بشرب النارجيلة وتربية القطط والكلاب والنمور لا تعدو أن تكون معبوكة!!!

إن الصورة الملائكية التي كان يبدو عليها صهر الرئيس الفاسد هذا قبل الثورة اعتقلت بمهارة فائقة عقول التونسيـين البسطاء الذين يخافون على وطنهم من الفتنة ويحلمون دائما بالاستمرار إيمانا بالحكمة الانتهازية المتوارثة: “ليس بالإمكان أفضل مما كان !!، فصار صخر في أذهان الكثيرين البديل الأقل سوءً لصهره الذي بدأت تلوح عليه آثار الشيخوخة رغم ما يبذله في سبيل إخفائها.

البسطاء الذين لم يخطر على بالهم أنه يمكن قلب نظام الحكم وطرد الطغمة الفاسدة من القصر الرئاسي بقوة الإرادة الشعبية والعزيمة والإصرار كانوا يفكرون في أن هذا الشاب “النظيف” قد يكون الحلّ السحري الذي سينقذ البلاد والعباد من هيمنة السراق والوصوليين ويخرجها من المآزق الاجتماعية والسياسية التي تردّت فيها، فهو شاب والبلاد تعاني من شيخوخة رئيسها، وهو صاحب مشاريع اقتصادية تشغل الآلاف من طالبي الشغل والبلاد تعاني من أزمة التشغيل وتفاقم عدد العاطلين، وهو متديّن و صاحب أول إذاعة متدينة وراجت إشاعات قوية لا أحد يعرف مصدرها تتحدث عن ارتداء زوجته ابنة الرئيس الحجاب (نعم هكذا !) في وقت كانت فيه كل مظاهر التدين مدعاة للريبة والشك والملاحقة والاعتقال والتنكيل، وعندما وجه له مؤسس حركة النهضة برقية يهنئه فيها ببعث أول إذاعة للقرآن الكريم نزلت تلك البرقية بردا وسلاما على نفوس الكثير من المتشائلين، إذ أن تصدي بن علي للإسلام السياسي تحت غطاء مقاومة الإرهاب كان عملته الرمزية لإقناع العالم الغربي الحرّ بأن التمشي السياسي التونسي مثالي ونموذجي وأن الديمقراطية تُــتَـناول على جرعات لا دفعة واحدة وأن الأمن الاجتماعي القائم على القهر والتخويف ضروري لتواصل المصلحة الاقتصادية ونمائها بما يخدم سعادة كل الأطراف.

وعندما بدأت العامة تـنزع من مخيلتها نهائيا فكرة أن ينتهي حكم بن علي نهاية ديمقراطية وأصبح موضوع الخلافة حديث المجالس وصار بمستطاع أي كان أن يصف لك مختلف السيناريوهات الممكنة كان صخر الماطري أحد البدائل المطروحة بقوة خصوصا وأنه دخل معترك المشهد السياسي من خلال وجوده تحت قبة البرلمان ونشاطه التجمعي العلني الذي كان دائما ما يظهر فيه مرفوقا بعرّابه عبد العزيز بن ضياء.

بعد هروب بن علي في تلك الليلة الغاضبة التي لم تستطع حتى الآن أن تبوح بكل أسرارها ظلّ بعض الناس يفكرون في أن هذا الشاب الطموح قد يكون ضحية فساد أصهاره وأنه ربما قد وُجد في المكان الخطأ في الزمن الخطأ وذلك لغلبة صورة الشاب المتديّن على سواها ومتانة القناع الذي كان يرتديه، ولكن نص الإحالة الذي نشر مؤخرا والمتعلق بواحدة من القضايا المدعو فيها صخر الماطري إلى المثول أمام القضاء التونسي رفقة زوجته ووالدها والتي تعرف بقضية “أراضي البحيرة” يكشف بكثير من الدقة تفاصيل عمليات تربّح غير مشروع قد يصعب تفنيدها والتفصّي منها ونسبتها إلى المصلحة العامة، كما أن التونسي لم ينس بعد أن الثورة كانت تشتعل بضراوة في الداخل بينما كان صخر الماطري يسرع في إبرام صفقة هامة تجعله يضع اليد على واحدة من أكبر شركات الاتصال في مناخ تنافسي مشبوه سيجعل منه اللاعب الأبرز مستقبلا بعد ضمور القطاع العام والعبث بمقدراته كما هو الحال في شتى القطاعات.

ليس هذا مهما الآن، فالعدالة سوف تأخذ مجراها وتعطي لكل ذي حق حقه ولكن الأهم في سياق الحرب النفسية التي عقبت الثورة والتي هي حسب الخبراء جزء من الثورة المضادة سؤال السيد صخر الماطري من “منفاه” عن المعبوكة، في ثاني ظهور استفزازي لأقارب المخلوع وأتباعه بعد خطاب سليم شيبوب أمام أنصار الترجي الرياضي التونسي بمناسبة حصوله على بطولة هذا العام “أول بطولة بعد الثورة” على حدّ تعبيره هو !!!، واستجابة لهذا السؤال الكبير عن “المعبوكة” من المهم أن يعرف السيد صخر الماطري أنها مشتقة من فعل عبك وقد جاء في لسان العرب أن العَـبْكَةَ هي خَلطُكَ الشَّيْءَ فيقال : عَبَكَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ والعبْكَةُ هي القطعةُ من الشيْءِ فيقال : ماذُقْتُ عَبْكَةً ولا لبْكَةً.

والمعبوكة في الموضوع التونسي هي ما يعقب المخاض من آلام لا تشعر بها النفساء لأن ابتسامة وليدها أجمل من كل الدنيا..


تميم البرغوثي ينشد في تونس عن البوعزيزي

الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي

الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي

بدعوة من حركة الشعب الوحدوية التقدمية وأمام جمهور غفير من مختلف الأعمار ألقى الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي مجموعة من قصائده الجديدة من منبر قصر المؤتمرات بتونس العاصمة عشية الأربعاء 22 جوان 2011

وتأتي زيارة الشاعر تميم البرغوثي إلى تونس  في نطاق سلسلة من الدعوات التي وجهتها الأحزاب السياسية والجمعيات الثقافية لشعراء ومثقفين عرب لزيارة تونس الثورة وفي هذا السياق كان قد زار تونس في وقت سابق الشاعر العربي أدونيس وأحمد فؤاد نجم ومؤخرا كان لجمهور القصرين لقاء مع الشاعر الفلسطيني سميح القاسم في نطاق مهرجانها الثقافي السنوي

تميم البرغوثي قدم على امتداد حوالي الساعة والنصف مجموعة من القصائد تفاعل معها الجمهور الحاضر بكثافة منذ وقت مبكر مطالبا الشاعر بتقديم قصيدته الشهيرة في القدس فأبى إلا أن يختتم بها اللقاء ، أما أبرز القصائد التي حرّكت القاعة بحميميتها الانسانية الرفيعة وقربها من الوجدان التونسي فقد كانت قصيدة مهداة إلى محمد البوعزيزي الشهيد الذي أشعل نيران الثورة في جسده في محافظة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010 فكانت اشتعالة شرارة الثورةالأولى وما أعقبها من تحولات في كامل خارطة الوطن العربي.

وضجت قاعة قصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية بجمهور من الشباب القومي رفع شعارات تطالب بتحرير فلسطين تخللت صعود الشاعر إلى المنبر وقد قاطعت جماهير الشباب الشاعر عديد المرات مطالبة بإعادة المقاطع الحماسية وقد تفاعل الحاضرون خصوصا مع قصيدة مطولة باللهجة العامية المصرية امتزجت فيها براعة الشاعر في توليف الصور بحسذ الدعابة السوداء الذي يمتاز بها الشعر العامي المصري في تجارب كبار روذاده مما يميّز أسلوب تميم البرغوثي ويمنحه فرادة لافتة.

ويعتبر تميم البرغوثي أحد ابرز شعراء جيله وأكثرهم انتشارا مستفيدا استفادة قصوى من ظهوره التلفزي المتكرر وانتشار قصائده بكثافة على الشبكة الاجتماعية فايسبوك ومواقع تخزين الفيديو، وامتاز حفله التونسي الأخير بجودة في مستوى التنظيم وحرص من قبل حركة الشعب الوحدويةالتقدمية على تمكين الشباب من محاورة الشاعر في قضايا مختلفة وذلك في أعقاب اللقاء الشعري.

قصيدة محمد البوعزيزي:

للتوسع:

 


Copyright © 1996-2010 آراء حرة. All rights reserved.
View My Stats iDream theme by Templates Next | Powered by WordPress