عصفور سطح، لفريد بوغدير
عصفور سطح، لفريد بوغدير

السينما في تونس حضبة وشدان صف، دزني وندزك وعرق شرتلة وها الجنش طولو طولين وعرضو عرضين واقف في الباب يقحر للعباد ويعدي فيهم بالواحد بالواحد، حتى لين يغمزو عرفو من شباك التساكر ويقل لو كومبلي بات الرزق، ولداخل، ما تكمل الفرجة كان بقرطاس القلوب وسطل العبيدية وساعات لقطات حيّة من فيلم أبي فوق الشجرة.

صورة من صور سينما الكوليزي في أيام قرطاج السينمائية، الصورة هذي تخليك تفكر ألف مرة قبل ما تطيّح قدرك وتخليك تسأل: علاه احنا هكة،  تجبد تصويرة قديمة متع تونس أربعين سنة لتالي، تقول وين مشاو الناس هاذم وعلاه خلاو بلاصتهم للفوضى والتبلبيز، باب بحر والشوارع اللي دايرين بيه كانوا مهرجانات ثقافة على طول العام وين تمشي ما تلقى كان الكتب والجرائد والاسطوانات، في دواير المسرح البلدي الممّو متع الثقافة التونسية تلقاهم حاطين الحطة كل عشية في قهوة باريس والا الفلورونس والا رواق يحيى للفنون بحذا البالماريوم، منامة عروسية، صورة زمنية ما يعرفوهاش أولاد مفيدة اللي تربّاو في  حوانت الشاوارما وحلو عينيهم على نصب العظم المروّب والملاوي.

زوز م الناس هاك النهار يتناقشوا ، واحد منهم آخر فيلم شافو هو “عصفور سطح” اللي تعدا عندو خمسة وعشرين سنا لتالي، موش هذا المشكل، المشكل أنو يفتي وموش عاجبتو السينما التونسية يعتبرها سينما الكاسة والحمام، كليشيه يخدمو عليه جماعة اكبس من هاك العام. الجماعة اللي لو كان تحللهم في العريض شوية توة يقولولك السينما حرام.

اللي يحب السينما يحب الحياة هذاك علاه برشة ناس شايخين على المشاكل التنظيمية في أيام قرطاج السينمائية، لأنها تتماشى مع رؤيتهم الظلامية واللي تتلخّص في كلمة وحدة: اش نعملو بيها السينما؟